الحياةُ قطارٌ سريع يمر بنا واللحظات الجميلة بصمات تترك أثراً عميقاً بنفوسنا، وما أجمل أن يكون هذا الجمال وتلك اللحظات مرتبط بالسياحة في تركيا لاحتوائها عدة مدن رائعة الجمال وحديثنا اليوم مكرس لمسجد آية صوفيا المعروف باسم الجامع الكبير الشريف في العهد العثماني، أما في العهد البيزنطي كان يسمى باسم كنيسة آيا صوفيا، فهو مبنى للعبادة اختلفت تسمياته باختلاف العصور ومعنى اسمه هو الحكمة الإلهية.
ويقع المسجد في الضفة الأوروبية في مدينة اسطنبول في منطقة السلطان أحمد، التي يصلها خط ترام واي (القطار)، يمكن للزوار النزول في محطة Sultanahmet، والمشي بعد ذلك لمدة خمس دقائق، فهو من المعالم الأميز سياحياً في المنطقة وفي تركيا بشكل عام ويعد الركيزة الأساسية لتوجهات السياح والأول في أذهانهم ولم تأتي تلك الأولوية إلا لجماله الساحر إذ يحتوي على العديد من الزخارف ولوحات الفسيفساء، ومن تلك الزخارف الإسلامية التي نقشت على جدرانه وداخل قبابه إضافة إلى لفظ الجلالة واسم النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين لتتعانق اللوحات الإسلامية مع اللوحات الكنسية في مشهد تتجلى فيه روح الحضارة في اسطنبول ويعد هذا مفاخر المسلمين وتعد هذه النقطة أنها أحد أهم الأسباب التي تجعله ضمن أولوياتهم للزيارة والاستمتاع بهذا الجمال، فالمسجد يعكس الإرث الحضاري والثقافي الديني لمدينة إسطنبول السياحية التي تعد نقطة تقاطع لحضارات للشرق والغرب حيث كانت منذ القدم عاصمة للإمبراطوريات الرومانية البيزنطية والعثمانية.
أقسام مسجد آيا صوفيا
إذا ينقسم إلى قسمين القسم الخارجي يحتوي على مكان للقبور والمدافن التي أعدت للسلاطين إضافة إلى المآذن وبناء الخزينة وبيت الفقراء.
أما قسمه الداخلي فيحوي قبة آيا صوفيا وبوابة الإمبراطور والرسومات الفسيفسائية وبعض الجرار المتنوعة الأشكال المصنوعة من الرخام، أما أعمدته والتي تعد من الدعامات الأساسية للمسجد وتعتبر من أضخم الأعمدة المصنوعة من الرخام الأخضر وهي من أقدم الأعمدة في تاريخ الهندسة المعمارية، ويبلغ طول المبنى الرئيسي 82 متراً وارتفاع القبة يصل إلى 55.6 متر، وقطرها نحو 31.7 متر، ولها 40 نافذة، وللمساحة الكبرى التي يشغلها مسجد آيا صوفيا يمكن الدخول إليه من تسعة أبواب.
بعد أن ذكرنا أقسامه سيطرق مخيلتنا سؤال هل هو مسجد أم كنيسة للإجابة على هذا السؤال لابد من ذكر بعض ما قيل على لسان الحكومة التركية فمنهم من قال أن السلطان محمد الفاتح استند على فتوى شرعية بجعله مسجد وهناك قول آخر بأن السلطان محمد الفاتح اشترى كنيسة آيا صوفيا من الروم بماله الخاص وجعلها مسجداً وأوقفها للمسلمين، وهذا ما أكد عليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كلمة ألقاها بمناسبة إعادة آيا صوفيا للعبادة كمسجد.
النشاطات السياحية هذا المسجد:
الصلاة في مسجد آيا صوفيا
زيارة مقبرة آيا صوفيا التي تضم قبور لخمسة من السلاطين العثمانيين
زيارة المطاعم والمقاهي المحيطة بالمنطقة
أخذ الصور التذكارية في جميع زوايا المسجد.
حقائق عن مسجد آيا صوفيا:
بفتح إسطنبول، تؤكد المراجع التركية ، بكون محمد الفاتح قد حصل أيضا على لقب الإمبراطور الروماني، وبالتالي أصبح مالكاً للعقارات المسجلة باسم الأسرة البيزنطية، ووفقا لهذا القانون، تم تسجيل آيا صوفيا باسم محمد الفاتح والوقف الذي أسسه.
إن مقابر آيا صوفيا جزء من مجمع آيا صوفيا، وتقع بالقرب منها، حيث يفصل بينها حديقة، وفيها قبور لخمسة من السلاطين العثمانيين.
تم تشييد هذا الصرح المعماري عام 537 في عهد الدولة البيزنطية كما ذكرنا.
بالحديث عن مسجد آيا صوفيا نرى أن تم استغلال كل زاوية منه بوضع لوحات فنية أو زخارف تلفت نظر السائح الأمر الذي يزيد من أهميته.
في نهاية مقالة اليوم نستنتج أن كلما زاد وعي السائح باختيار وجهته كلما ازادت النتائج الإيجابية لديه لتبعد عنه الغمامات السوداوية بأنه قد يهدر ماله دون أن تعمه السعادة، وقد أدرج اسم تركيا ضمن لائحة أفضل المناطق السياحية عالمياً.